التغريبة الفلسطينية 1- أيام البلاد التغريبة الفلسطينية 2- حكايا المخيم

التغريبة الفلسطينية  1- أيام البلاد التغريبة الفلسطينية 2- حكايا المخيم

التغريبة الفلسطينية 1- أيام البلاد التغريبة الفلسطينية 2- حكايا المخيم

© نسخة أصلية غير منسوخة

0 تقييم
75 مشاهدة

36.0 $

المؤلف : وليد سيف

التصنيف: قصص/روايات.

المؤلف: وليد سيف

الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع

اللغة: عربي

رقم المنتج: 93142

أضف إلى السلة أبلغ عن غلاف ناقص أو خاطئ

سنة الإصدار: 2022
الطبعة: الأولى
الأبعاد: 13.5×21.5
الوزن بالغرام: 1090
عدد الصفحات: الجزء الأول 523 الجزء الثاني 468
التصنيف: روايات

 

”ما كان لتباعد المسافات بيننا أن ينسيني ذكره في كل حين. وما زلت أقصّ على أبنائي من أخبار شجاعته وتضحياته وبطولاته أيام كان قائد فصيل حطين في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936- 1939). وكنت أكرر الكلام على مسامعهم عن فضله على العائلة وعليّ أنا بصفة خاصة. فلولاه لما بلغت ما بلغت من العلم والمركز الأكاديمي الذي أتمتع به الآن في الولايات المتحدة، ولما كان أبنائي الآن يحصدون ثمار النجاح الذي تحقق لأبيهم في أعرق الجامعات الأمريكية والمراكز العلميّة المرموقة، وهو القادم من قرية صغيرة في شمال فلسطين، ومن بيت طيني متواضع. بلى، كان دائماً «أبو العائلة» وفخرها، وإن لم يصب من العلم إلا قليلاً، وانتهى إلى حياة المخيمات، ولم يعد يذكر كفاحه إلا بعض من عاصره أيام فتوّته أو عرفه عن قرب.لا، ما كنت لأغفل عن شيء من هذا.
ولكن، لكأن مفارقات الأقدار قد شاءت هذه المرّة أن تستحضره في وجداني ومخيلتي لتلزمني التواضع أمام صورته المعلّقة على الحائط. فإذْ عدت إلى بيتي في نيو جيرسي بعد انتهاء مراسيم تكريمي بجائزة عليا من الأكاديمية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا، رنّ الهاتف، وكان على الطرف الآخر ابن أخي صالح يتحدث من طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، يعلمني أن أباه -أخي الأكبر أبو صالح قد اشتد به المرض، وأنه يذكر اسمي في هذيانه. ولم يزد على ذلك. فأدركت أن الأمر أشد من وصفه. فالعادة عندنا أن يموه الناس ما استطاعوا على النبأ العظيم حين يخبرون به الغائب البعيد.
وفي اليوم التالي كنت في الطائرة إلى عمّان، ومن عمّان قطعت الجسر على نهر الأردن إلى طولكرم.
أدركته في النَّفَس الأخير. وجلست بالقرب من سريره. وبصعوبة بالغة فتح عينيه قليلاً ونظر إليّ دون أن يكون بوسعه أن يقول شيئاً. إلّا من حشرجة ضعيفة. نظر إليّ نظرة غائمة، ثم لاحَ طيف ابتسامة على وجهه. أخذت يده وقبّلتها، ثم تقدّمت برأسي نحوه وهمست: «أنت أبونا وتاج رأسنا. ولولاك ما كنت شيئاً». ثم أغمض عينيه إغماضة الأبد.
رحل الرجل الكبير، وتركني بعده أتساءل عن معنى البطولة. أخي الأكبر أبو صالح، أحمد صالح الشيخ يونس، لن تعلن خبر وفاته الصحف والإذاعات، ولن يتسابق الكُتّاب إلى استدعاء سيرته وذكر مآثره. وقريباً يموت آخر الشهود المجهولين؛ آخر الرواة المنسيين.. أولئك الذين عرفوه أيام فتوّته جواداً برياً لم يُسرج بغير الريح.
فمن يحمل عبء الذاكرة؟ ومن يكتب سيرة من لا سيرة لهم في بطون الكتب؟ أولئك الذين قسّموا أجسامهم في جسوم الناس، وخلّفوا آثاراً عميقة تدلّ على غيرهم.. ولكنها لا تدلّ عليهم!“.

 

أضف تقييمك على هذا الكتاب

*

من نحن؟

موقع يقوم بنشر الكتب المتوفرة بدور النشر و التوزيع الأردنية بنفس سعر بيعها من المصدر، حيث يقوم القارئ بالبحث عن أي كتاب يريده، ويقوم بطلب عدة كتب بغض النظر عن مصادرها، ويقوم الموقع باستلام الطلب من مصادرها وتسليمها للعميل بتكلفة توصيل واحدة وخلال 48 ساعة

ابقى على اتصال

جميع الحقوق محفوظة © KotobShop.com