سنة الإصدار : 2018
بلد الإصدار : مصر
فلسفة

المؤلف جيمس هنري برستد 1865 – 1935 عالم آثار ومؤرخ أمريكي، من أشهر علماء الآثار والمصريات، له العديد من المؤلفات والاكتشافات الأثرية، لكن كتابه فجر الضمير أهم مؤلفاته على الإطلاق، ويعتبر أهم كتب علم المصريات واكتشاف الحضارات.
أهمية الكتاب تكمن في أنه قضي على الخرافة التي كانت شائعة بين السواد الأعظم من علماء التاريخ القديم والحديث بأن الصين والهند واليونان كانوا مهد حضارة العالم، كما أنه يهدم النظريات الراسخة التي تؤكد أن الحضارة الأوروبية نشأت دون أي تأثيرات خارج نطاقها الحضاري والجغرافي، ويؤكد على أن مصر أصل حضارة العالم ومنبع الضمير الإنساني، وفيها تكونت الأخلاق على ضفاف نهر النيل.
الكتاب يؤكد على أن المصري القديم أدرك أن الحضارة بدون قيم لا قيمة لها، فسعي لوضع مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم حياته بإطار أخلاقي من العدل والتقوي.
الكتاب يقدم دراسة عميقة للأسس الأخلاقية والروحية التي قامت عليها الحضارة المصرية القديمة، ويعرض تصور شامل لنشأتها وأبرز مقوماتها منذ أكثر من 5000 عام، تلك الحضارة التي قامت على مقومين أساسيين، هما الأخلاق والضمير.
برستد يقول في الكتاب: إن الإنسان صار أول صانع للأشياء بين مخلوقات الكون قبل حلول عصر الجليد، والأرجح أن ذلك كان منذ مليون سنة، وقد صار أول مخترع للأسلحة، لكنه لم يمض عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضميرإلى درجة جعلته قوة اجتماعية فعالة.
نشأت هذه القوة الفعالة على أرض مصر، صار هناك نوع من التنظيم الذاتي والتجمع الحضاري المثمر، بعد أن استوعب سكان هذه البقعة من الأرض أن وجود الإنسان وبقاءه لا يرتبط فقط بالقدرة على الدفاع عن ذاته ومهاجمة الآخرين، بل يقوم علي التعاون واستثمار القدرة البشرية والطاقة الناتجة عن هذا التعاون في تنظيم شؤون الحياة وتيسير أموره اليومية، من هنا عرف الإنسان فكرة الضمير.
أما الأخلاق التي هي مجموعة أفكار ومبادئ وقيم رأي المصري القديم أنها لازمة لتمايزه وحضوره عن غيره من المخلوقات، وأنها يجب أن تغرس في الأرواح والنفوس منذ الميلاد، فقد بدأت في التشكل والظهور قبل خمسة آلاف عام، وكانت من القوة والحضور والتقدير إلى الدرجة التي وصلت بالإنسان المصري القديم إلى تخليدها والاحتفاء بها سلوكًا وقولًا.