سنة الإصدار : 2014
بلد الإصدار : لبنان
قصص/روايات

صدرت عن (منشورات الاختلاف ودار الأمان وضفاف بيروت) رواية جديدة للكاتب المغربي هشام مشبال بعنوان “أجراس الخوف”. رواية من ثلاثة فصول على النحو الآتي: خريف- شتاء- ربيع. وتدور أحداثها حول مجموعة من الشخصيات التي تتباين في طبيعتها وانتماءاتها وتخوض صراعات، وتعاني إحباطات وهزائم متعددة.
إنها رواية عن انكسار الذوات وإجهاض الأحلام؛ سواء الحلم بوطن عادل ومجتمع نظيف أو الحلم بالسكينة وهدوء الروح. ولعل مسار البطلة الرئيسة في الرواية “لبنى” أن يجسد هذا الانكسار والهزيمة التي تعانيها الذات، فلبنى الطالبة البدوية المجدة التي تحلم بمستقبل ثقافي وبمجتمع عادل وتخوض نضالات وتكرس حياتها من أجل تحقيق الحلم تتعرض للاغتصاب في نهاية الرواية. تتحطم أحلامها وتشعر باللايقين في عالم تسود فيه القوة والظلم. ورغم إيمانها الشديد بالحب وبالعلم إلا أن الاغتصاب ولد لديها مأساة حقيقية جعلتها تتوقف عن مسايرة الحلم لتعود إلى عزلتها في غرفتها المقبضة وترحل في صمت. عاطف الذي يبتعد عن السياسة وعن المجتمع وينعزل في هواجسه الفردية تخرجه لبنى من عزلته ويتأكد بعد اغتصابها أن الظلم مستمر.

أحداث كثيرة تصورها الرواية في فترة زمنية محددة، وجميعها تسعى إلى أن تصور علاقة الذات بالمجتمع.. وعلاقتها أيضا بالآخر. إنها علاقات غير ثابتة يسودها الشك والحيرة في كل شيء. هكذا يعمد هشام مشبال إلى ربط ما هو ثقافي بما هو سياسي واجتماعي.. ويخوض في تأمل الشخصيات من داخلها لفهم عللها وتناقضاتها وتفسير سلوكاتها.

لنقل إننا أمام رواية تحاول أن تفهم ما حدث ويحدث في الوطن العربي من خلال مسار شخصيات تبحث عن السكينة وتروم تحقيق الحلم. لكنها تواجه معضلات تبدأ من الذات نفسها وتنتهي بقوى أخرى أشد ظلما. إنها تجيب عن سؤال: لماذا حدث كل هذا؟ ولماذا حدث على هذا النحو؟ ولماذا يظلم الإنسان نفسه؟ وهل ينقذ الحب الروح؟ اسئلة تحاول الرواية أن تجيب عنها من خلال أحداث كثيرة ومتشعبة، وشخصيات متعددة لكل واحدة منها عالمها الخاص.

الخوف الدائم من المجهول، والخوف على الوطن من الضياع، وعلى الذات من الانكسار، أجراس ينبهنا إليها الكاتب بلغة سردية أنيقة وبناء محكم وتصوير دقيق وشخصيات مركبة. أجراس تنبهنا وتحرضنا وتدعونا لتأمل ذواتنا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.