الأجزاء : 1الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2024
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 326
اللغة : العربية
يعتبر الشعر الحساني(لَغْنَ) من المكونات الأساسية للثقافة الشعبية الحسانية، التي تشكلت نتيجة للتعايش والتفاعل والتمازج بين الثقافة العربية والثقافتين الأمازيغية والإفريقية. هذا الشعر الذي نشأ في محيط بدوي صحراوي، طبعته حياة النجعة والترحل، فكان التعبير الإبداعي المناسب في ثقافة شفوية تعتمد على الذاكرة الحافظة، لأنَّ الموزون أسهل وأيسر للحفظ والرواية والانتقال عبر الأجيال والعصور. وقد شهد هذا الإبداع نضجاً في الممارسة، فتبلورت أشكاله الفنية وأوزانه من حيث البناء والبحور الشعرية، كما واكبته ممارسة نقدية عفوية لتقويم نصوصه.
الشعر الحساني شعر شعبي يعبر عن القيم الثقافية والاجتماعية والوجدانية لمُبدعيه ووسطه، ففيه تتجلّى قدرة الكلمات الموزونة في التأثير على الأفراد والجماعات، بنفس القدر الذي تُجلي مشاعر وعواطف الإنسان من حبٍّ وطموح وخوف وطمع ورجاء. كما تبرز فيه بعض القيم الصحراوية النبيلة من قبيل النجدة والشجاعة والسخاء والكرم وقرى الضيوف وأصالة الرأي والعلم والحلم والتقوى والورع. فكان حظ المرء من إبداعه أو حفظه وروايته، مقياساً للترقي في مجتمع البيضان بمفهومه الثقافي العام. هذا فضلاً عن إبراز مكانة المرأة الخاصة عند أهل الصحراء كمبدعة للشعر الحساني إسوة بالرجال، إضافة إلى تفردها بالإبداع في نمط شعري عاطفي خاص بها وهو التبراع.
والكتاب تعريف ودراسة للشعر الحساني من خلال تناول بعض جوانبه: كاللهجة الحسانية، وأولية هذا الشعر، ومكوناته من حيث البناء والأوزان والارتباط بالموسيقى والغناء، وتحديد الاصطلاحات المرتبطة به، وأشكال التفاعل بينه وبين الشعر الفصيح. هذا بالإضافة إلى تخصيص ديوان "اغْنَ" الشيخ محمد المامي بن البخاري (1202-1282هـ)، بالدراسة والتحليل، وفي ذلك انتقال من التنظير إلى التطبيق ومن الوصف إلى التحليل.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع